الاشراف الوكلاء المويلحيين
نزح ألاشراف الوكلاء من
ينبع النخل إلى المويلح
ويلتحق نسبهم بجدهم الحسن
المكفوف الينبعي بن علي
العابد بن الحسن المثلث
بن الحسن المثني بن الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب
-?- واستقروا بها وتولوا
إدارة هذا الثغر حتى
انضمت الحجاز لحكم الدولة
العثمانية عام 923هـ بعد
معركة الريدانية التي تم
بعدها سقوط مملكة
المماليك وظهور الدولة
العثمانية في المشرق
العربي بزعامة السلطان
سليم الأول الذي أقر
أشراف المويلح في وكالة
المويلح وكلاء عنه في هذه
المحطة. ومن هنا جاءت
التسمية لهذه الأسرة باسم
أسرة الوكيل.
ولا تزال أملاك هذه الأسرة في الجابرية بينبع النخل وتحت أشراف
عمدة الجابرية الشيخ
بنيان عودة الصيدلاني ولا
شك أن الضغوط التي تعرض
لها آل البيت أدت إلى
نزوحهم للداخل والخارج
ومن الضمن نزحت هذه
الأسرة إلى البلدة
المعروفة بشمال الحجاز
وهي بلدة المويلح ولما
لآل البيت من احترام
وتقدير تولوا إمارة
المويلح وتعاقب عليها
أسرة الوكيل المويلحي؛
وكان أجداد هذه الاسرة
أهل نعمة وثراء حيث نجد
أن الشريف مصطفي بن محمد
بن الوكيل المويلحي الجد
الثامن لهذه الأسرة أسس
وكالة لصناعة الحرير
بالتربيعية بالقاهرة.
وترك أمر إدارتها لابنه الشريف أحمد بن مصطفي المويلحي وهو أول
مويلحي نزح الي مصر وتزوج
هناك من رابية البكرية،
أخوها عبد الحميد البكري
نقيب الأشراف في مصر
وأنجب منها إبراهيم
المويلحي، أول مويلحي ولد
في القاهرة وشب فيها،
وأنجب الأخير عبد الخالق
الذي أنجب عبد السلام
باشا المويلحي أحد أقطاب
الثقافة المصرية في أرض
الكنانة. ولا تزال هذه
الأسرة التي نزحت من
المويلح إلى مصر تعرف
باسم المويلحي نسبة إلى
الثغر الذي جاءوا منه.
ولقد لعب إبراهيم
المويلحي دورا بارزاً في
الثقافة المصرية كما
ذكرنا ذلك سابقاً ولا
تزال الصلة المستمرة حتى
هذا التاريخ بين أسرة
المويلحي في مصر وأبناء
عمومتهم في المويلح
بالمملكة العربية
السعودية بموجب وثائق
قديمة وحديثة . وهكذا
استمرت أسرة المويلحي
تتولى إدارة ثغر المويلح
على جميع الحكومات
المتعاقبة حتى آلت الحجاز
للدولة العثمانية، وكذلك
استمرت على عهد الخديوي
والأتراك وأمراء الملك
عبدالعزيز باستمرارهم في
المويلح.
لقد أشار إلى هذه الأسرة الكريمة الأستاذ/ أبو هشام عبد اللّه
ابن صديق حيث قال:
«إن لهذه الأسرة الكريمة صيتاً ذائعاً وشهرةً فائقةً في الداخل
والخارج وهم من قريش من
بني هاشم ينتمون إلى
سيدنا الحسن بن علي رضي
الله عنه وكانوا يقطنون
ينبع النخل ثم نزحوا إلى
البلدة المعروفة بشمال
الحجاز وهي بلدة المويلح
وقد تولوا إمارتها ولهم
فرع في مصر مشهورون
بالعلم والأدب والتجارة
ومنهم: الشريف طارق بن
منصور بن خليل المويلحي،
والشريف إبراهيم بن خليل
المويلحي .والشريف توحيد
بن يوسف بن عبد السلام
المويلحي ومن أعيان هذه
الأسرة بالمويلح الشريف
عبد الرحيم احمد الوكيل
المويلحي شيخ الأسرة.
والشريف معلا عبد المطلب
الوكيل المويلحي، والشريف
عبد العزيز عبد المطلب
الوكيل المويلحي, وغيرهم
من أبناء هذه الأسره».
هذه الأسرة لها شأن في ثغر ميناء (المويلح) منذ أيام المماليك
خلال دولة الأشراف في عهد
قانصوه الغوري الدولة
البرجية 784 - 922هـ
(1382هـ -1516) يدلنا علي
ذلك أنه عندما ضم السلطان
سليم الأول العثماني مصر
في غرة المحرم سنة 923هـ
(1517م) بعد موقعة
الريدانية عام 923هـ
1517م اتخذ السلطان من
أسرة المويلحي وكلاء عنه
في ثغر المويلح حتى
اشتهرت أسرة المويلحي
باسم أسرة الوكيل التي
كانت في هذا الثغر من
قبله. وبناءً عليه فإن
اللقب قد اكتسبته هذه
الأسرة منذ 968هـ-1560م
وتولي أفراد الأسرة
وكالتها والإشراف عليها
وحمايتها من الأعداء وما
زال سكانها حتى يومنا هذا
وهم يقومون بذلك على مر
العصور حتى خلال العهد
السعودي الزاهر.
وبعد ذلك انقسمت أسرة
المويلحي إلى فرعين، فر
بقي في المويلح وهي
الموطن الأصلي للأسرة،
وعرف باسم أسرة الوكيل
إلى جانب أسرة المويلح
وفرع نزح إلى مصر وعرف
باسم أسرة المويلحي. ومن
هذا الجانب نقول إن اسم
الوكيل بناءً على وكالتهم
لقلعة المويلح أما
المويلحي نسبة إلى الموقع
التي سكنت فيه هذه
القبيلة واستمرت أسرة
الوكيل تحكم ثغر المويلح
منذ دخول الحجاز تحت
الحكم العثماني أيام
السلطان سليم الأول إلى
أن توفي وتولى سليمان
القانوني سلطة الدولة سنة
926هـ - 1519م و أبقى
السلطان سليمان القانوني
هذه الأسرة في إدارة ثغر
المويلح ثم شيد قلعة في
هذا الثغر سنة 968هـ -
1560م، ولا تزال قلعة
المويلح شاهداً من شواهد
التاريخ ثم تعاقب على
وكالة القلعة أحد عشر
وكيلاً من هذه الأسرة منذ
إنشائها وحتى إهمالها
ويتضح لنا في عام 1185هـ
قيام الشريف مصطفي بن
محمد المويلحي بترميم
قلعة المويلح.
ويتضح من خلال الوثائق ،
أن منصب وكيل القلعة في
الفترة من سنة 1235هـ إلى
سنة 1287هـ (1819-1870م)
تناوبه ستة من أفراد (المويلحي)
ففي طلعة حج عام 1235هـ
(18219م) كان وكيل القلعة
مصطفي ابن أحمد وفي رجعة
حج 1236هـ (1820م) كان
وكيل القلعة محمد بن
مصطفي ثم عاد علي بن أحمد
وكيلا للقلعة في نفس
السنة وظل وكيلاً بها إلى
عام 1247هـ (1831م).
كما تولي (عبد
الرحيم بن محمد ) وكالة
القلعة في عهد أبيه للمرة
الأولى كما يتضح من بيان
خدمته الصادر من المالية
بمصر سنة 1310هـ (1892م)
ولقد ورد فيه أن مدة
خدمته ثلاثون سنة وخمسة
شهور وتسعة وعشرون يوماً
أي أنه تولى وكالة القلعة
سنة 1280هـ 1863م كما
يستدل منه أيضاً أنه وكيل
قلعة (المويلح) المعتمد،
كما كان ينيب عنه وكيلاً
لفترة معينة وعند حلولها
يكون الرجل المناسب
للإشراف على المويلح من
بيت الوكلاء.
المرجع :
الاشراف المويلحيين ارباب
التاريخ والأدب للدكتور
مبارك الحربي |